بروكسل (رويترز) - حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب يوم الخميس من أن أي محاولات للتدخل في ثورات العالم العربي قد ينتج عنها وصول متطرفين الى السلطة.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في بروكسل مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "يجب أن تمنحوا الناس فرصة ليحددوا مصائرهم ومستقبلهم بأنفسهم."
واضاف "امنحوهم فرصة لتحديد مصائرهم بأنفسهم من خلال الوسائل الطبيعية ودون اي نوع من التدخل الخارجي."
وحذر بوتين من أن محاولات سابقة "لفرض الديمقراطية" عززت الثورة الاسلامية في ايران وساهمت في تحقيق انتصارات انتخابية لمتشددين يكافح الغرب الان لاحتوائهم.
ورفضت روسيا طويلا انتقادات الغرب لمعايير الديمقراطية فيها وأسلوب معاملة المعارضين السياسيين.
وقال بوتين "منذ وقت ليس بطويل دعا شركاؤنا بنشاط الى اجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة في المناطق الفلسطينية."
وأضاف في سخرية واضحة "رائع.. أحسنتم يا رجال.. واتضح أن (حركة المقاومة الاسلامية) حماس هي الفائزة. نفس الناس الذين تصفونهم بأنهم منظمة ارهابية وبدأتم تحاربونهم."
وترفض حماس الاعتراف باسرائيل وفازت في انتخابات دعمتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في المناطق الفلسطينية عام 2006. وانتزعت الحركة السيطرة على غزة بعد 18 شهرا من ذلك في أعقاب قتال مع حلفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وساندت روسيا أيضا تلك الانتخابات التي كانت ضمن خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط.
واستفادت حماس حتى الان من موجة التمرد على الحكومات التي تجتاح الدول العربية لتعزيز وضعها بينما فقدت اسرائيل والسلطة الفلسطينية حليفهما العربي الرئيسي الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وقال بوتين ان زعيم الثورة الايرانية اية الله روح الله الخميني استغل مساندة الغرب أثناء اقامته قرب باريس بضعة أشهر قبل عودته الى طهران عام 1979 ليقود الثورة التي أطاحت بالشاه.
وحذر بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من خطورة احكام التشدد الاسلامي قبضته على واحدة من أكثر المناطق اضطرابا وأغناها بالنفط في العالم.
وقال بوتين في بروكسل "بصرف النظر عن النظريات التي تهدف الى بث الاطمئنان الى أن من المستبعد وصول جماعات أصولية الى السلطة في شمال أفريقيا اذا حدث ذلك فلا بد أن يمتد الى مناطق أخرى في العالم منها شمال القوقاز."
ويكافح الكرملين لمواجهة تمرد اسلامي في مناطق شمال القوقاز الروسية التي يغلب المسلمون على سكانها بعد نحو عشر سنوات من نجاح موسكو في الاطاحة بانفصاليين من السلطة في ثاني حرب بالشيشان منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
وعلى عكس الثورتين اللتين خلتا من اراقة الدماء في تونس ومصر تشهد الانتفاضة في ليبيا قتالا عنيفا بين القوات المؤيدة للحكومة ومعارضيها. ودفعت الاضطرابات أسعار النفط العالمية للارتفاع الى نحو 120 دولارا للبرميل الامر الذي يؤجج محاوف بخصوص التعافي الاقتصادي.