باردو (وات)- قال وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام خلال جلسة حوار مع أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بعد ظهر الخميس بباردو، أن الحكومة المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر هي "أقوى حكومة في التاريخ السياسي لتونس لأنها لم تأت عن انقلاب وإنما جاءت نتيجة لصناديق الاقتراع "، وفق تعبيره.
وأثار عبد السلام في مداخلته ما أسماه "وجود مجموعات فوضوية تراهن على إرباك عمل الحكومة وتعطيل أدائها في هذه الفترة"، مشيرا إلى أن هذه الحكومة قطعت خطوات متقدمة في إرساء نموذج دبلوماسي جديد يقوم على الانفتاح على جميع الحساسيات الدولية من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية والسياسية لتونس.
وبين عبد السلام أن قطع تونس لعلاقاتها الديبلوماسية مع سوريا خطوة "جريئة وغير مسبوقة " في تاريخ الخارجية التونسية ولكنها "غير متسرعة " جاءت تبعا لاجراءات منهجية اعتمدتها تونس منذ أوت الماضي وحذرت من خلالها في أكثر من مناسبة، من خطورة "التجاوزات التي يقوم بها نظام الأسد ضد شعبه ".
كما استعرض الوزير خلال هذه الجلسة أبعاد الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إلى المنطقة المغاربية، قائلا إنها تأتي في إطار سعي تونس إلى تمتين علاقات الجوار ولاسيما في ما يتعلق بالشأن الأمني مع كل من الجزائر وليبيا بالاضافة إلى فتح آفاق التعاون المشترك مع دول المنطقة.
وذكر بأن تونس كانت قد اقترحت "وضع قضية الصحراء الغربية جانبا "، من أجل تيسير التواصل المغاربي ودعم العلاقات بين مختلف بلدان المنطقة.
وأفاد في ذات السياق بأن مؤتمرا إقليميا لإحياء اتحاد المغرب العربي سينعقد في تونس في أواخر سنة 2012، مؤكدا على صعيد آخر أن تونس تسعى أيضا إلى دعم علاقاتها الثنائية داخل الفضاء الأورومتوسطي ومع دول الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص المستجدات الدولية أكد وزير الخارجية أن تونس تدرك جيدا التحولات الجارية في العالم وأن السياق الحالي يفرض على حد السواء ربط جسور التواصل بين القوى التقليدية والقوى الصاعدة على غرار الصين والبرازيل وتركيا والهند وجميع الكيانات الدولية.
وعدد في ذات السياق المبادئ العامة الجديدة للدبلوماسية التونسية التي تقوم بالخصوص، حسب قوله، على "التمسك بالشرعية الدولية في حل النزاعات الدولية والالتزام بعدم التدخل في قضايا البلدان الاخرى وتنمية العلاقات على قاعدة حفظ المصالح السياسية والاقتصادية لتونس ".