فجّر مهاجر غير شرعي يحمل الجنسية التونسية قبل أيام مفاجأة من الوزن الثقيل، عندما أكد أن من أطلق عليه اسم « شارون ايطاليا » وهو متفقد بمركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بمدينة باري ببوليا يهدد بقطع رؤوس « الحارقين » بالمعتقل وجلهم من التونسيين…
وقال « الحارق » التونسي في رسالة تلقتها صحيفة ايطالية ونشرت محتواها بعد التثبت والتدقيق من مصداقيتها انه شارك في أحداث الربيع العربي وتحديدا في الثورة التونسية احتجاجا على الظلم السياسي والاجتماعي للنظام البائد « ثم قررت مغادرة تونس خلسة بحرا باتجاه السواحل الايطالية بسبب المشاكل السياسية والاجتماعية ولكن بوصولي إلى ايطاليا وجدت عكس ما كنت أحلم به.. فهنا في معتقل باري نعيش في جحيم لا يطاق.. فالحراس يعاملوننا على أننا مجرمون أو إرهابيون.. فالمكان مطوق بأعوان الشرطة وحراس المعتقل إضافة إلى ضرب حصار كبير علينا من برج المراقبة وعبر كاميراهات المراقبة المثبتة في كل زوايا المعتقل رغم أن المقر مجهز بأبواب حديدية عملاقة وبه ثلاثة أسوار ارتفاع الواحد 15 مترا« .
لا حقـــوق
وأضاف الشاب التونسي في رسالته إلى الصحيفة الايطالية: » إننا نعيش في سجن وليس في معتقل.. جريمتنا الوحيدة هي تجاوز الحدود خلسة من أجل لقمة العيش، فإذا طلب الواحد منا لقاء الملحق الاجتماعي بالمعتقل يظل أربعة أو خمسة أيام ينتظر ثم يتلقى نفس الاجابات السابقة حول موعد الخروج بتعلة طول الاجراءات الامنية والقضائية ثم يقوم بتمديد مدة اعتقالنا مدة 30 يوما والضغط علينا للإمضاء« .
« شارون ايطاليا » يهدد
وأمام هذه الوضعية غير المريحة التي يتراءى منها مستقبل المهاجرين غير الشرعيين غامضا ومجهولا يقرر البعض منهم بين الحين والاخر الدخول في اضراب جوع فيتلقون التهديدات وأية تهديدات… قتل وقطع أعناق وألفاظ عنصرية اعتقدنا أنها ولت ولكن.. يقول الشاب التونسي في رسالته: « إذا قررنا الاضراب عن الطعام يأتينا متفقد المعتقل الملقب بـ »شارون ايطاليا » ليهدد ويتوعد عوض مفاوضتنا والوقوف على مشاكلنا.. إذ يهددنا بقطع أعناقنا ولعب الكرة برؤوسنا.. يقول لنا « إذا واصلتم إضراب الجوع فلن تغادروا المعتقل إلا أمواتا.. ».
تخدير وتحطيم نفسي
التجاوزات الحاصلة داخل معتقل باري ببوليا لم تقف عند هذا الحد فقد أكد « الحارق » التونسي الذي لم يكشف عن هويته خشية تعرضه للانتقام أن حراس المعتقل يقدمون لهم حبات مضادة لآلام الرأس دون أية وصفة طبية.. ويفاجؤون لاحقا بأن هذه الحبات ليس في واقع الامر سوى أقراص مخدرة ومنومة « تجعلنا لا نشعر بمعاناتنا.. ولكنها في الآن نفسه تتسبب في تحطيمنا نفسيا وبدنيا« .
صاحب الرسالة أكد أيضا أن كل معتقل « يجازى » بثلاثة أيام في « السيلون » إذا تقدم بأي طلب كعقاب له… وبالتالي فهو وبقية المعتقلين أطلقوا عبر هذه الرسالة صيحة فزع لمختلف السلطات الايطالية والتونسية ومنظمات حقوق الانسان للتدخل لفائدتهم.
صابر المكشر
المصدر : الصباح