jeudi 13 septembre 2012

وزارة التشغيل : إقتحام لطابق الوزير.. يُجابه بتفرقة أمنيّة عنيفة

عنف شديد وتراشق بالألفاظ البذيئة والمخلة بالأخلاق الحميدة من قبل عدد محدود من قوات الأمن ممن تواجدوا وجاؤوا لإنزال العشرات من المكونين العرضيين « اقتحموا » صباح أمس طابق مكتب عبد الوهاب معطر وزير التشغيل بهدف التجمهر بقاعة الاجتماعات المجانبة له بحثا عن إجابات عن أسباب تراجع الوزارة عن وعودها بعد ثلاثة عشر جلسة من المفاوضات والمشاورات انطلقت منذ ديسمبر2011
و أفرزت تقدما ملحوظا تم ابتاره يوم غرة ماي الفارط والتراجع عن كل تفاصيله على حد قول فيصل الزبيني أحد المعتصمين العرضيين.
طلبت الوزارة تعزيزات أمنية لإنزال المعتصمين من طابق الوزير بالرغم من المحاولات السلمية لإقناعهم بذلك على حد قول أحد أعوان الوزارة الذي رفض ذكر اسمه، بناء عليه تدخلت قوات الأمن بالطابق المذكور. وقد مُنعت « الصباح » من قبل أحد أعوان الأمن في زي مدني من الصعود إلى الطابق قبل حلول زملائه فلم يتسنى بالتالي مواكبة الأحداث عن قرب ومباشرة غير أن نزول عدد من النساء بعضهن كانت تبكي أعطى مبدئيا صورة عما يحدث بطابق الوزير، لتبدو بعد ذلك الصورة أوضح بنزول بقية المعتصمين مهرولين بعضهم خاصة من الرجال كانت ثيابهم ممزقة مع وضوح تام لأثار العنف على وجوههم.
تجمهر المعتصمون من المكونين العرضيين في البهو الخلفي للوزارة حيث تم إنزالهم ليكونوا في مواجهة ثانية مع قوات الأمن فعاينت « الصباح » ممارسة العنف من قبل قوات الأمن ولكنه في المقابل أيضا كان عدد من المعتصمين يتلفظون بألفاظ نابية تراوحت بين السب والشتم والكلام البذيء الموجه لأعوان الأمن ولوزير التشغيل حتى أن أعوان الوزارة ممن كانوا يراقبون المشهد لم يسلموا من الشتائم.
تواصل العنف والتراشق بالألفاظ البذيئة من الجانبين إلى حد إخراج جل المعتصمين إلى الشارع وتفريقهم بالقوة أفرز إصابة إحدى المعتصمات بكسر في اليد على اثر دفعها.
وقد أكد فيصل الزبيني في اتصال هاتفي للـ »الصباح » أن الشعارات التي حملت ببهو طابق الوزير كانت شعارات سلمية ومنادية بتكريس حقوقهم ومطالبة بتوضيحات حول تصريح الهادي التريكي مستشار الوزير بالتلفزة الوطنية منذ أيام قليلة حيث وصفهم « بعصابة المعتصمين ».
وفي « دردشة » جمعت « الصباح » بعدد من المواطنين، تجمهروا حول الحدث، وعدد من قوات الأمن، تم التأكيد على أن هذا العنف والضرب مسألة تفرضها الوقائع ومدى تجاوب المعتصمين مع التعليمات ومحاولات التفرقة السلمية ومدى « احترام الأشخاص بأنفسهم للأخلاق وطريقة التعامل مع أعوان الأمن » حتى أن المواطنين الحاضرين في حلقة النقاش « حبذوا هذا التدخل بما أنهم شاهدوا وعاينوا الحركات اللاأخلاقية من قبل إحدى المعتصمات ».
وحول مدى قانونية اقتحام طابق الوزير من قبل المعتصمين سألت « الصباح » عددا منهم فلم تكن الإجابة واضحة وذات قرائن، فالصعود إلى مكتب الوزير لم يسبقه أي إعلان وجاء مجرد ردة فعل عن تراجع الوزير عن وعوده ورفضه تفعيل جملة من البنود المتفق عليها خلال سلسلة من الإجتماعات استمرت على مدى أشهر جمعت 24 ممثلا منتخبا عن المكونين العرضيين من كامل الجمهورية وأطراف من وزارة التشغيل ومن الوكالة التونسية للتكوين المهني أهم ما انبثق عنها تسوية وضعية 800 مكون عرضي وعلى مراحل دون المطالبة باعتمادات إضافية.
علما اننا حاولنا الاتصال بوزير التشغيل لأخذ موقفه بشأن عملية الاقتحام لكن دون جدوى، كما حاولنا الاتصال هاتفيا بمكتب الاتصال بالوزارة ولم نظفر بأي مجيب.

المصدر : الصباح