عمل السيد كمال مرجان في الحقل الأممي والديبلوماسي وتحمّل مسؤوليات وزارية في العهد السابق.بعد الثورة فضّل البقاء في تونس وأسس "حزب المبادرة " وخاض به رغم حداثته الانتخابات التشريعية وفاز ب 5 مقاعد في المجلس التأسيسي.
كيف يقيّم السيد كمال مرجان الوضع الحالي في البلاد؟ وما موقفه من موجة التحالفات والانصهارات بين الأحزاب؟
وما رأيه في الديبلوماسية التونسية بعد الثورة؟ وماذا قال عن مبادرة السبسي وعن الأنباء التي تواترت عام 2011 عن
"إعداده " للرئاسة؟ وماذا يقول الرجل عن قرار تحجير السفر إلى الخارج؟
أسئلة وأسئلة عديدة طرحتها "التونسية " و أجاب عنها بكل ديبلوماسية وصدر رحب:
بداية كيف تقيمون الوضع الحالي للبلاد ؟
في كلمة أعتقد أنه مخيف ، لأن أهم شيء الآن هو الحفاظ على الدولة ومؤسساتها... فعندما يشعر المواطن بالخوف من عدم قدرة الدولة على حمايته والقيام بواجباتها تجاهه وخاصة تلك الفئة التي تنتظر لفتة كبيرة لها لمساندتها وحتى تلك الطبقة الميسورة التي أصبحت تخاف على مصالحها ... فهذا حقا مخيف أقول ذلك وأنا كلي أسف وألم... هذا الوضع يقتضي إحساسا بالمسؤولية من قبل جميع الأطراف بما فيها الحكومة والأحزاب ومكونات المجتمع المدني حتى تحافظ على الوضع الايجابي الذي افرزته الثورة ...فالثورة قامت من أجل خلق العدالة وتحقيق الكرامة وليس اذلال من يعمل من أجل البلاد ...
حقيقة لست سعيدا بهذا ... أقدر ما يقوم به المسؤولون لكن يجب أن لا نستسلم مهما كانت أفكارنا ومشاربنا...
تحالفات وإنصهارات حزبية تشهدها الساحة السياسة فأين "المبادرة" من كل هذا ؟
أولا من حيث المبدأ فإن ذلك شيء طبيعي ، فمن غير المعقول أن نبقى في تونس بأكثر من 100 حزب خاصة بعد التجربة الديمقراطية الانتخابية والتي تنافس فيها ما يزيد عن 50 حزبا ... و البديهي أن يقع التفكير في تحالفات وحتى اندماجات... ونحن في المبادرة لسنا ضد المبدأ بل بالعكس نسعى إليه بتأن ودون عجل... فالتحالفات يجب أن تقوم على أسس صحيحة حتى لا تكون في ما بعد سببا في مشاكل وخلافات فهي لا بد أن ترتكز على قواعد منهجية وعلى اتفاق حسب المرجعية وليس فقط لدواع عاطفية آنية ... لدينا اتصالات مع عديد الأحزاب التي لها نفس مرجعية حزبنا الإصلاحية الوسطية او دستورية ووحتى من مرجعيات اخرى وهنا أشير إلى ان المبادرة ليست كما يروجه البعض ستعيد انتاج "التجمع" ... ففي حزبنا يوجد من هو دستوري ومن هو غير ذلك... نقوم على الوسطية والتفتح والاعتدال...يبقى أننا لم نصل إلى اتفاق حول الدخول في تحالف لأنه لم يحن الوقت بعد....
حسب الكواليس السياسية يستعد الباجي قائد السبسي لتكوين حزب هل نرى المبادرة ضمن هذه "المبادرة"؟
- نحن نأخذ بعين الاعتبار شهدته الساحة السياسية من متغيرات وخاصة الخطوة التي قام بها الباجي قائد السبسي والتي يظهر أنه سيتخذها من اجل لمّ شمل الأحزاب الوسطية والتي نرها قرار صائبا ونؤيدها سنأخذه بعين الإعتبار خلال الأسابيع القليلة القادمة ... وسنسعى إلى بكل جهد إلى هذا ...
و حسب اعتقادي فإن ما سيقوم به السيد الباجي قائد السبسي هو جبهة سياسية أكثر منها حزب بمفهومه الضيق .
تحصل حزب المبادرة على 5 مقاعد عن جهة الساحل في المجلس التأسيسي نفهم من هذا أن هذه الجهات ترى في كمال مرجان "الزعيم" ؟
- (ضاحكا)، أولا بكل صدق إذ كنا فزنا في الساحل فهذا كان بمحض الصدفة ... فالحزب تقدم للانتخابات وعمره لا يتجاوز 3 أشهر عملا فعليا، وبالتالي وجودنا في الولايات الأخرى كان بصفة رمزية ... في الساحل كانت الظروف أسهل بحكم المعرفة الشخصية دون ان أنكر بأن يكون الإسم قد لعب دوره بكل صدق وخاصة إسم الوالد الذي كان مناضلا دستوريا رحمه الله ... أعتقد أنه في مناطق أخرى كانت لنا إمكانيات ولم أرد أن أدخل في هذه المتاهات بالنسبة لما حصل في الانتخابات ... لكن أقدر وأثني على مجهودات اللجنة العليا للانتخابات ...
ليس من أهدافي أن أدعي الزعامة لا في الساحل ولا في غيره ما أقوم به هو لفائدة تونس وهذا الحزب بكمال مرجان أو بغيره يمكن ان يساهم في تقدم تونس وتطورها ...
اليوم 5 مقاعد في الساحل أفضل من لا شيء أرجو في المرة القادمة أن نفوز في مناطق أخرى .
طالبتم في برنامجكم الانتخابي بتقسيم البلاد إلى أقاليم إقتصادية ألا ترى ان ذلك قد يرسخ الجهوية ؟
بالعكس ، يجب تفادي الجهويات والعروشية اللتين عادتا في السنوات الأخيرة لأسباب فيها ما هو مقبول وفيها ما هو مرفوض...
مقترحنا هذا كنا سباقين فيه ثم تبنته أحزاب أخرى وفق اقاليم اقتصادية اخرى ... فنحن نسعى إلى إيجاد توازن أكبر بين الجهات ولهذا عندما طرحنا الفكرة قلنا التقسيم يكون من الشرق إلى الغرب ... أتألم حين أرى الفروق بين الولايات الساحلية والداخلية لهذا ومن بين الحلول في نظري هو تجميع هذه المناطق حتى يكون هناك تكامل وتوازن بينها ...
حقيقة استمعت إلى عديد المواطنين في المناطق الداخلية لا ينكرون أنه في العهد السابق بذلت مجهودات لتنمية هذه الجهات ورصدت اعتمادات في الميزانية ولكن يتساءلون أين ذهبت؟ ! ...
من هذا المنطلق نرى في المبادرة أن نعطي لهذه الأقاليم شخصية قانونية خاصة لمجالسها المنتخبة حتى تكون قادرة على التحاور مع الحكومة وحتى مع جهات أجنبية عن طريق الدولة وتكون هذه الأقاليم المتصرف الأول في مناطقها .
هذا الطرح موجود في عديد الدول ولمَ لا تجربته في تونس إذا توفرت الشروط القانونية لذلك .
تكتم إعلامي وتعتيم يرافق أنشطة "كمال مرجان" وحزب "المبادرة"...فهل هو اختيار؟
لا أريد أن أرمي الحجر الأول... لاحظنا في بعض الأحيان عند حديثنا عن أنشطتنا أننا لا نأخذ المكانة وخاصة المجال الكبير الذي نستحقه ... لكن كمبدأ نحن في المبادرة نريد العمل الجاد و الفعلي وليس الكلام... سيأتي الوقت بفضل تواجد الهياكل في الجهات وسيشاهدنا المواطن بصفة أكبر في الإعلام . وسنكون متواجدين في كل مكان .
في ما مضى كانت الخارجية التونسية متوجهة أكثر نحو ضفة شمال المتوسط نحو الغرب عموما، اليوم نراها تخطو بثبات نحو الشرق ...
أولا لا أعتقد أن هناك تغييرا كبيرا نحو الشرق على الاقل من منظوري الشخصي ما رأيناه من دولة واحدة شرقية وهي قطر أو تركيا التي كانت دائما صديقة في كل الظروف وكانت تجمعنا بها علاقات تعامل جيدة ...
أرى أن هذا ليس مقصودا من حكومة عمرها شهر وتوجهها مازال غير مكتمل الملامح...
في رأيي من الضروري مواصلة التوجه الذي كانت عليه الديبلوماسية التونسية المنفتحة على جميع الثقافات والحضارات، بل ومن الواجب البحث عن وجهات أخرى وخاصة إفريقيا التي على خلاف ما يعتقده البعض بأنها منبع الحروب والأمراض ...فتونس لديها من القدرات ما يجعلها مستثمرا ناجحا في هذه الدول إضافة إلى التوسع في شرق أوروبا وآسيا .. في ما يتعلق بالعلاقات مع أمريكا أو مع أوروبا فهي لن تتغير حتى وإن رأى البعض ضرورة تغييرها فنحن مرتبطون معهما بعلاقات اقتصادية وتاريخية وخاصة مع الإتحاد الأوروبي الذي تجمعنا به علاقات تبادل بنسبة 75% ... أنا من بين من ينادي بدعم هذا التعاون... إضافة إلى إعادة بناء العمل المغاربي على ضوء التطورات التي يشهدها محيطنا ...
بقي أن أشير إلى أن استقرار تونس وأمنها يبدأ من خارج حدودها وهنا لا بد من العمل على هذا الموضوع سواء بالأهداف السياسية أو الاقتصادية... والأهم هو الحفاظ على سيادتنا الداخلية والخارجية .
هناك اتهامات لبعض الأطراف السياسية بتهييج الشارع وأكدت مصادر أمنية ذلك بماذا تتوجه الى هؤلاء؟
استاء في بعض الحالات عندما يقولون إن هناك أطرافا تحث على عدم الاستقرار والفوضى في بعض الأماكن وخاصة عندما يرمى هذا على من كانوا في النظام السابق ، لست محاميا أو مدافعا عن النظام السابق أو من انتمى إليه ... أنا ممن يؤمنون بالمسؤولية الفردية وليست الجماعية ، فهذه الأخيرة تنقص من المسؤولية الشخصية ... من واجبنا أن نقوم بما يحافظ على الدولة التونسية... ولا يفيد أن نرمي بالتهم إن لم يكن هناك تدقيق او تحديد للجهة المسؤولة لأن هذا يزيد اللخبطة .
• كيف تقيم الأداء الحكومي الحالي وأداء حكومة "الباجي قائد السبسي" السابقة ؟
- يصعب أن أحكم على حكومة السيد حمادي الجبالي بعد شهر واحد كل ما أتمناه هو التوفيق لفائدة تونس وبما ينفع الشعب التونسي وليس لي موقف معاد، مثلما أشرت منذ البداية حزب المبادرة سيكون له موقف مساندة نقدي للحكومة ... أرجو أن يتم الأخذ بعين الاعتبار شعور كل التونسيين وليس فئة واحدة لأننا نريد أن نقطع نهائيا مع سياسة الحكم والحزب الواحد ...
بالنسبة لحكومة الباجي قائد السبسي قامت بالواجب في ظرف صعب وغير سهل وضمنت انتقالا سلميا للسلطة ... الى جانب أنها حاولت بجدية إعادة نسق الاستثمار في ظل اقتصاد متدهور إلى حد الساعة ونمو ضعيف، وحتى أنهي هذه النقطة، حتى نتمكن من العيش في مناخ ديمقراطي يجب أن نتعلم التعايش في ما بيننا بكل ما لنا من إمكانيات بعيدا عن إقصاء أي إنسان مهما كانت مشاربه وطموحاته فلن نكون شيئا إن لم تكن بلادنا بخير .
• كيف تقرؤون كلمة السيد حمادي الجبالي أمام المجلس التأسيسي ؟؟
الرسالة كانت واضحة ، اعترف بأن الوضع ليس سهلا وهناك نداء للمساندة وتفهم كل التونسيين، أقول هذا وبكل موضوعية السيد حمادي الجبالي ومن معه ليست لهم تجربة بالحكم والسلطة وهو شيء طبيعي ... لا بد من وجود تحاور وتشاور مع ممثلي الشعب داخل المجلس التأسيسي وأتمنى أن يكون كذلك مع أطراف أخرى قد تفيد بأفكارها ... وأرجو أن لا تكون هذه هي المرة الأولى والأخيرة في النقاش رغم ما يحصل من تشنج لكن نحن في وقت وموقف نتعلم فيه كل شيء فنحن لا نولد ديمقراطيين وأحرارا ...ودور رئيس الحكومة أساسي في هذا يلزمه أن يكون منفتح فكريا.
ما هو موقفك من إقصاء التجمعيين من الحياة السياسية ؟
كان خطأ كبيرا وجرما ، فهذا القرار لم يؤخذ حتى في أحلك الفترات عبر التاريخ خصوصا وأنني قمت بدراسة ما لا يقل عن 20 تغييرا للحكم في مختلف الدول، فقد اخترنا الشيء الذي لم يكن من المفروض أن نختاره حيث أقصينا كفاءات أياديها نظيفة من الفساد بعد أن حكمنا على المسؤولية الجماعية وليست الفردية والخاسر في كل ذلك هي تونس التي هي في حاجة ماسة الى كل أبنائها ... فقرار الإقصاء كان يجب أن يكون قضائيا بعد التثبت وليس سياسيا ... وكل من أخذ القرار الإقصائي يتحمل مسؤولية تاريخية ولا أعتقد أنه يشرف أي أحد . ولو كنت مكان من أصدر هذا القرار فلن أكون فخورا به ... ما حصل حصل وانتهى لنفكر في المستقبل...
• رغم المحاولات الجادة لإنقاذ "يسري الطريقي" من حكم الإعدام الا أنه نفذ في العراق فهل تعتقد أن هذا أول فشل للديبلوماسية التونسية بعد الثورة؟
- الحقيقة لا يمكن تحميله للديبلوماسية التونسية بعد الثورة ...ما حدث لا نتمناه لأي تونسي ... كلنا يعرف ظروف العراق وحكوماته ... ولا أخفيك سرا أن هناك عائلات مساجين تونسيين إتصلوا بي للتوسط طبعا بصفتي الشخصية لا كمسؤول بإعتبار علاقتي ومعرفتي بمنظمات دولية ..حاولت قدر المستطاع خاصة مع المنظمات الحقوقية لكن يصعب أن يتأكد الإنسان من النتيجة في مثل هذه الحالات وعلى ضوء الأزمة العراقية منذ سنوات... وبالتالي لا يسعنا تحميل الديبلوماسية التونسية قبل 23 أكتوبر او بعده ما قد يحصل في العراق أو غيره بقي عليها أن تدافع عن جميع التونسيين أينما كانوا ومهما اختلفت آراؤهم مع إحترام القانون الدولي ...ونرجو أن يقع تفادي الحالات القادمة وأنا مبدئيا ضد أحكام الإعدام وأتمنى أن نوفق في منعه على الأقل في بلادنا في المستقبل .
• ننتقل إلى الشأن العربي... تهب رياح الربيع العربي على سوريا فهل تعتقد أنها ستقف عند أعتاب "الأمويين" ؟
- بداية الربيع العربي ليس بتعبير جديد فمنذ أواخر الخمسينات ألف الكاتب الفرنسي بونوا ميشان كتابا تحت عنوان الربيع العربي تحدث فيه عن الشرق ولم يتطرق إلى المغرب العربي وشمال إفريقيا ...
اليوم الربيع العربي في دول شمال إفريقيا وفي المشرق ... ولكن لكل شعب خصوصياته وتقاليده السياسية رغم أننا نتقاسم نفس الهوية العربية الإسلامية .
بالنسبة لسوريا اتمنى أن يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي يغني عن حرب دون التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وحتى لا يتكرر ما حدث في ليبيا من حرب ودمار والذي لا يمكن نسيانه حتى لنا نحن كـ"توانسة" ... أرجو أن تتدخل دول المنطقة بالحسنى ...
ملاحظة اخيرة، وضع تونس مقارنة بما حدث من ثورات متتالية أفضل بكثير مع إحترامي وإجلالي لشهداء الخضراء ...
عودة الإسلاميين وتصدرهم لسدة الحكم، في تونس النهضة، في المغرب العدالة وفي مصر الأخوان وحزب النور ...
أعتقد أنها نتيجة كبت وانفجار ... إضافة إلى وجود توجه جديد منذ مدة للإسلام حيث أخذ اتجاها سياسيا في دول عديدة بطرق مختلفة ... كل ما أتمناه هوأن تكون الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ديمقراطية وتحترم قواعدها والأهم أن لا يقع الخلط بين الدين والسياسة ...
ارجوان لايتكرر ماحصل سابقا ويتم توظيف هذه الأحزاب للدين في السياسة كما حدث سابقا مع أحزاب ذات مرجعيات أخرى ...
فاليوم نحن في عهد جديد في تونس لذا أدعو إلى المحافظة على القواعد الديمقراطية للعبة السياسية وتحييد المساجد والجامعات عن السياسة أو إستعمالها للوصول أو البقاء في الحكم ...
صيحات فزع تطلقها منظمات حقوقية ضد تسليم البغدادي المحمودي وعبد السلام أبوزناية إلى ليبيا ومن الوارد جدا تسليمهما ما هو موقفكم ؟
قواعد القانون الدولي تنص على عدم تسليم أي شخص طالما لم تتوفر له المحاكمة العادلة ... أنا ضد تسليمهما طالما لم تتوفر الظروف اللازمة لمحاكمة عادلة ... مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة والقضاء التونسي والحل يكمن في التوجه الى القضاء الدولي تفاديا لكل ما قد يحدث .... هذا موقفي الشخصي الذي عملت من أجله وبفضله دافعت عن الشيوعيين والإسلاميين أثناء عملي في المنتظم الاممي...
ذكرت في إحدى المرات بأنك سوف تتبع إحدى الحقوقيات على خلفية تصريحاتها
الحكاية قديمة كانت عقب الثورة بقليل ... ولم أتتبعها ... رددت عليها في المباشر وطلبت مني الاعتذار وهاتفتني قائلة بأنها أخطأت ... قبلت اعتذارها والموضوع انتهى ... ومن اعترف بذنبه كمن لا ذنب عليه ...
• كيف تعامل بن علي مع الخارجية التونسية ؟؟
- الرئيس السابق كان يتابع الخارجية والدفاع بصفة مباشرة ... أقدر أن أقول إن متابعته كانت يومية خلافا للدفاع حيث كنت أقضي أسابيع دون ان يتصل بي ... كانت لديه أفكار ومواقف لم أتفق معه حولها لكن في أحيان أخرى كان يصغي لي ويسمع مشورتي ...
لا أعتقد ان الخارجية تغيرت مقارنة بالتوجه الذي أخذه الزعيم بورقيبة ...
وكان بن علي أيضا يتدخل بصفة مباشرة في التعيينات الديبلوماسية وحتى الإدارية داخل الوزارة ...
بالنسبة لي حاولت تغيير ما أقدر عليه... أعدت الاعتبار لإطارات الوزارة ورفعت من نسبة التعاون مع قارة إفريقيا بــ 40% بفضل مساعدة الوزير الأول السابق وإطارات الوزارة ورجال أعمال .
• "بن علي قال "غلطوني" ولم يوضح حسب رأيك من يقصد ؟
الناس الذين يعملون معه وخاصة المعنيين بالأمور الأمنية والاقتصادية والإجتماعية والذين لم ينقلوا له الصورة كما يجب ... أنا لم أرد أي تدخل في ذلك بطبيعة الحال لم تكن لدي فكرة عمّا يحصل لكن في احدى المكالمات ابدى استغرابه مما كان يحدث ... يمكن أن يكون ليست له دراية بكل شيء لكن هناك أمور كان يعلمها ... على كل قال "غلطوني" هو يعرف من هم الذين "غلطوه" كان من المفروض أن يأخذ قراره في الإبان ... هذا تاريخ... المهم الآن هو التفكير في البلاد وهو عندي أهم من الأشخاص .
• ألا تفكر في العودة إلى العمل الأممي ؟
- الآن أصبحت لي مسؤولية تجاه وطني والناس الذين أعطوني ثقتهم ودخلوا معي في حزب المبادرة وفي السياسة ليس هناك شيء نهائي ... لو كنت أرغب في العودة إلى المنتظم الأممي لكان ذلك منذ 15 جانفي 2011 ... إخترت العمل في بلادي رغم ما يعاب علي من عملي مع النظام السابق أتحمل المسؤولية وأترك أي قرار لوقته ....
في الحقيقة كانت لي فرصة الإسهام من جديد في الكونغو وكنت سعيد ولكن بلدي لم يسمح لي بالخروج فاعتذرت وإقترحت من يعوضني في المهمة ... قد يكون العمل الوطني والأممي معا في إطار مهمات معينة أترك الباب مفتوحا...
• "كمال مرجان" وتحجير السفر ...
هي مظلمة تعرضت لها وبالنسبة لي كمال مرجان قضى حياته يجوب العالم واليوم منذ سنة لم يعد قادرا على الخروج من بلده... شيء لم أفهمه ولن أفهمه أبدا ... وإن التزمت الصمت فذلك احتراما للقضاء التونسي الذي أرجو أن ينصفني لأنه لا يمكنني مواصلة الصمت عن هذا الموضوع مهما كلفني ذلك ... "مهزلة" وأنا أتحمل مسؤولية الكلمة أن يقع تحجير السفر عني وينشر اسمي في الخارج كأنني اقترفت جرما في تونس.
وأنا لا أتذكر أنني أمضيت على قرار وضع على الذمة (التفرغات) وما هو ذنبي إذ كان هذا قانون متعامل به منذ 1967 و إضافة أنه في سنة 1992 تقرر أن يكون بموافقة إدارة الوظيفة العمومية بالوزارة الأولى ... وإلى اليوم مازال الوضع على الذمة بالمئات ..اليوم شوهت صورتي في الخارج لأنني أجبرت على شيء لم ارتكبه .. وهذا وضع إستثنائي خاصة وأنه لم يصدر حكم قضائي ...
كمال مرجان بعيدا عن السياسة ؟
لم يبق لي الكثير من الوقت ، منذ أن كونت الحزب يمكن القول أنه استأثر بـ 90 % من اهتماماتي له والباقي للعائلة مع قليل من القراءة ... كما أني مغرم بالمسرح حتى أنني لما كنت في الوزارة كنت أزور المسرح البلدي بإنتظام كلما سمحت لي الفرصة وكان هناك عمل جدي ... هذه السنة ذهبت مرة واحدة لمتابعة عمل الصديق رجا فرحات حول الزعيم الراحل بورقيبة ... مغرم أيضا بالشعر ولي قراءاتي الأدبية.
والرياضة ؟
مولع جدا بالرياضة وبممارستها لكن في السنة الماضية لم أزر الملاعب سوى مرة واحدة وكانت مباشرة بعد مغادرتي للحكومة وقتها كان هناك لقاء للنجم الساحلي ضد أحد الفرق الإفريقية وأنا من محبي النجم ... وللإشارة أنا لا أحضر إلا اللقاءات التي تتبارى فيها أنديتنا مع فرق أجنبية ..تابعت أولى مباريات منتخبنا الوطني ضد المنتخب المغربي في " الكان " و"عملت كيف عليها" ...
* روج خلال أواخر 2010 بأنه يتم إعدادك لرئاسة الجمهورية ؟
- غير صحيح بالمرة ... قد يكون ذهب في خلده (الرئيس السابق) ذلك لكن المحيطين به كانوا على اطلاع على حقيقة الامور ... يمكن القول إنها " هي" المرشحة لتولي الأمور خاصة بعد مؤتمر المرأة العربية أما أنا فلا بتاتا ...
كلمة الختام لقراء "التونسية"
شكرا على هذه الفرصة ...
مهما كانت الظروف يجب أن نحافظ على حد كبير من التفاؤل بالنسبة لبلادنا وعلى كل واحد أن يتحمل مسؤوليته من أجل ان نعبر هذه الفترة بسلام لبناء تونس ديمقراطية يتعايش فيها كل التونسيين مهما كانت أفكارهم وتوجهاتهم وهي مسؤولية الجميع ...